>> أيامي مع سرطان المبيض

 سرطان المبيض 

 إنه للمرة الثالثة التي فيها أتيت إلى مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام للعلاج. ما إن وضعت شنطتي في الغرفة حتى تبادلت أطراف الحديث مع الممرضات وبادرت إلى تحية المريضات المقيمات في بجواري. اسمي تشونغ لان هوا، من مولودات جاكارتا إندونيسيا، وأظل أكافح السرطان ل3 سنوات واثقة بأني سأتغلب عليه أخيرا!

  العثور على سرطان المبيض

  بدأت أشكو من انتفاخ البطن ووجع أسفل الطن المستمر منذ مايو عام 2011، فأتيت إلى مستشفى محلي لإكمال الفحوصات المتنوعة مثل الفحص بالأشعة فوق الصوتية B. أخير تأكد لي الطبيب أني قد أُصبت بسرطان المبيض مقترحا إجراء العملية الجراحية. رفضت اقتراحه وبدأت أسلك طريق مكافحة سرطان المبيض بعزيمة قوية.

  حاول أهلي تسخير كل الإمكانيات لإيجاد أفضل عقّار مقاوم للسرطان. تناولت العقاقير بانتظام بل كنت أعاني من وجع وانتفاخ البطن باستمرار. في آب عام 2011 أدركت تراجع وضعي الصحي ونتوء بطني، حتى لا أقوى على الاستلقاء المستقيم. أتيت إلى ذاك المستشفى وأخرج الطبيب المياه المتراكمة دون اتخاذ أي إجراء مقاوم للسرطان.

  مكافحة سرطان المبيض لأول مرة

  في أكتوبر عام 2011 قرأ أهلي خبرا حول مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام على الانترنت، فزرنا مكتبه المعتمد لدى جاكارتا للاستفسار لاحقا. صممت على تلقي العلاج في قوانغتشو الصين، وأدركت أن هذه الرحلة قد تكون بلا فائدة وليس لديّ أي علم حول كيفية السيطرة على الأورام الخبيثة، لكني راغبة في مواصلة حياتي.

  ما إن دخلت المستشفى حتى دبرت لي الممرضات غرفة وتبادلن أطراف الحديث معي وقدمن بيئة وتاريخ المستشفى لي. تعرفت بمساعدتهن على مريضات أخريات شجّعنني على مكافحة السرطان بعزيمة قوية. في الحقيقة كنت مدهشة ومتأثرة جدا، لأن كلما حدث لم يسبق لي أن رأيته من ذي قبل. زارني الدكتور بنغ شياو تشي بمصاحبة مترجم لاحقا للاطلاع على أحوالي، خاصة وضعي الصحي وأحوال علاجي، قائلا إن سرطان المبيض ليس أمرا مخوّفا، مؤكدا أنه من الممكن التغلب عليه بالتعاون مع الأطباء وبحال نفسي إيجابي.

  في اليوم التالي دبّرت لي الممرضات سلسلة من الفحوصات المفصّلة التي أثبتت نتائجها انبثاث الورم الخبيث إلى المستقيم والمثانة والكبد وتراكم المياه في البطن وتجويف الصدر. أجرى فريق الخبراء النقاش والدراسة المتأنية، حيث أعد خطة علاجية خاصة بي وشرح كل تفاصيل الخطة والطريقة العلاجيتين، مما طمأنني إلى حد كبير. أكمل الخبراء العلاج المناعي المتكامل مع العلاج التدخلي لمرتين مع إخراج المياه المتراكمة في صدري وبطني وحقن الأدوية الشافية. أحسست بتحسن الوضع الصحي واختفاء الكتلة الناتئة بعد العلاج. الآن أقوى على الاستلقاء المستقيم. لذا قررت العودة إلى بلادي للاستراحة ومكافحة سرطان المبيض بمعنويات عالية.

  مكافحة سرطان المبيض للمرة الثانية

  في ديسمبر عام 2011 أتيت إلى مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام لتوطيد نتيجة العلاج، ودهشت بتحيات الممرضات المتحمسات اللاتي ما زلن يذكرنني. كنت أعتقد أنهن قد نسينني بسبب كثرة المرضى، ولست إلا واحدة منهم.

  في اليوم التالي أسفر فحص CT عن نتيجته، وتأكد لي الطبيب أن الورم المنبثّ إلى المستقيم والمثانة والكبد على قيد التقلص. أعد فريق الخبراء خطة علاجية خاصة بي حسب وضعي الصحي، وأكمل العلاج التدخلي لمرتين متكاملا مع العلاج المناعي. كما أعدت الممرضات وجبات ثلاثا غذائية وأتى الأطباء بصحبة المترجم للاطمئنان عليّ كل يوم. تبادلنا أطراف الحديث وشجعوني في التغلب على سرطان المبيض.

  لا بد من القول إن كل يوم قضيته في مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام جميل، وأعتبر ممرضات وأطباء صديقات وأصدقاء يساعدونني ويشجعونني. خرجت من المستشفى وغادرت المدينة لمواصلة مكافحة السرطان في بلادي.

  مكافحة سرطان المبيض للمرة الثالثة

  يناير عام 2012 أتيت وأسرتي إلى مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام للمرة الثالثة لتوطيد نتيجة العلاج. حسب نتيجة فحص CT قد أصبح وضعي الصيحي مستقرا. أكمل فريق الخبراء سلسلة من الفحوصات والعمليات الجراحية حسب وضعي، وبدأت أشعر بتحسن حالي الصحي والنفسي تدريجيا. لا أخاف من سرطان المبيض الخطير، لأني واثقة بمؤهلات خبراء المستشفى، مما يثبت عزيمتي. قام الأطباء بالعلاج التدخلي لمرتين بعد العملية وأصبح الورم الخبيث تحت السيطرة وكنت لا أشكو من أي ألم. رقدت على السرير منتظرة يوم مغادرة المدينة بفارغ الصبر، إذ شعرت بأسف لأني ما فعلت أي شيء لتكريم الأطباء والممرضات الذين كانوا يحاطونني بالعناية والرعاية. تحدثت مع مريضة سرطان الرئة المقيمة في الغرفة المتجاورة، فقررنا إهداء لوحة مطرّزة يدوية الصنع لهم تعبيرا عن امتناننا.

  في البداية كان التطريز غريبا وصعبا بالنسبة لي، وفشلت مرارا وبدأ مجددا. كلما تمنيناه هو إهداء أجمل وأكمل لوحة مطرّزة للأطباء والممرضات، فسلّمت العمل الباقي إلى مرضى سرطان الرئة بعد خروجي من المستشفى ليكملوا هذا العمل الرائع.

  بعد نصف عام أكملنا اللوحة المطرّزة التي تسمى "الغنى بين الأزهار المتفتّحة" في مايو عام 2012، وأهديناه إلى طاقم الممرضات والأطباء تعبيرا عن امتناننا لحسن دعمهم وتشجيعهم وعلاجهم ورعايتهم.