>> الاكتئاب أشد من السرطان!

 الرعاية النفسية

  المرض شيء طبيعي في الحياة. عندما يغزونا علينا مواجهته بالعزيمة القوية والتفاؤل والصدر الرحيب. يؤكد مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام على إعطاء التأييد النفسي إلى مرضى السرطان المكتئبين الذين لا يرغبون في التكلم، واللجوء إلى الطبيب النفسي المتخصص إذا اقتضت الحاجة.

  السيدة شيغ البالغة 60 عاما من عمرها طالما تمتعت بالصحة العافية والمعنويات العالية. بفضل جهدها الدؤوب وعزيمتها القوية تظل تدير مؤسسة ورثتها من جيل سلفها. لكن في هذه السنوات وجدت نزيف المبهل، وكشف الطبيب عن سرطان عنق الرحم. في البداية رفضت الحقيقة المريعة، بقيت في المستشفى صامتة وجامدة الوجه. بعد خروجها أنهت حياتها بنفسها تاركة وراءها أحباءها وقضيتها التي كانت تعمل عليها طول عمرها.

  أشار خبراء مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام أنه كلما ازدادت عزيمة الإنسان في العمل، ضعفت شجاعته في المعركة مع الأمراض. في كثير من المناسبات يعاني مرضى السرطان من الاكتئاب والارتباك وضعف المناعة بعد إدراك الحقيقة، حتى يقول بعض الناس أنهم لا يموتون من السرطان بذاته بقدر ما يموتون من أنفسهم أو المضاعفات. حسب التجارب السريرية لا يخلو جميع مرضى السرطان من المشاكل النفسية بمختلف المستويات، وذلك باختلاف الأعمار، المهن، المستويات التعليمية، المكانات الاجتماعية، الأحوال العائلية والشخصيات. بخلاصة القول حوالي 90% من إجمالي مرضى السرطان يعانون من الاكتئاب، القلق، اليأس حتى الرغبة في الانتحار بعد الإصابة بالمرض بيوم إلى سنة. في هذا السياق إن الرعاية النفسية التي تُبعد الاكتئاب بالغة الأهمية، وهي بمثابة إجراءات إعادة التأهيل إلى حد ما. فيما يلي نقدم لكم لمحة عن الرعاية النفسية لمرضى السرطان.

  (1) البيئة المنزلية المريحة: لا يخلو المريض من الاكتئاب بعد خروجه من المستشفى، وفي هذا الحال على أهله تزيين الغرف حسب ميوله، وعلى ألوان الستائر والمفارش أن تكون لائقة ومتجانسة، مما يملأ قلبه بالسعادة والدفء.

  (2) الأغذية اللذيذة المُرضية: قد يشكو مريض السرطان من التقيأ وقلة الشهية في فترة النقاهة، وعلى أهله إعداد الأطباق المتكاملة والشهية التي لا تحتوي على دهون كثيرة وتجمع بين اللحوم والخضروات. ذلك لا يتجنب رتابة الأغذية فحسب، بل يعزز استيعاب الجسم لها.

  (3) تجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء لتعزيز الثقة بالذات: يعاني مريض السرطان من الضغف جسميا ونفسيا بعد تلقي العملية والعلاج الكيميائي، وفي هذا الحال على أهله وأصدقائه أن يصاحبوه دائما. في بعض الأحيان تواجد الأصدقاء أفضل من صحبة الأهل.

  (4) تبادل المساعدة والتشجيع بين المرضى لإبعاد العزلة: من الممكن أن يشارك مريض السرطان في نادي النقاهة حيث يتبادل المرضى تجارب العلاج والتأييد والمواساه، الأمر الذي يساهم في بناء الثقة بالتغلب على السرطان.

  (5) اللجوء إلى الطبيب النفسي للمساعدة: من الأحسن اللجوء إلى الطبيب النفسي لإعطاء العلاج للذين يعانون من الاكتئاب الخطير.

  (6) اتخاذ الطبيب المسؤول كصديق مقرّب. على المريض أن يتواصل مع الطبيب المسؤول دائما لإتمام الفحوصات الدورية وتجنب انبثاث وانتكاس السرطان.

  بعد تلخيص التجارب الحية التي لا تُحصى في مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام قد وجدنا أن المرضى الذين يواجهون السرطان بالتفاؤل والنشاط وبرحابة الصدر يتمتعون بمدة البقاء الأطول والحياة الأسعد ونتائج العلاج الأحسن. بعضهم يعيشون كالعاديين بعد العمليات والعلاج الكيميائي الإشعاعي. أما الذين يعيشون بالاكتئاب والارتباك، فمستقبلهم لا يُتوقع. اعلم جيدا أن الاكتئاب أشد من السرطان في الأوقات الحرجة!